الاختبارات اللّغوية في برامج تعليم العربية للناطقين بغيرها "الآليات والأسس والمعايير

Abstract

تأتي أهميَّة الاختبارات اللُّغويَّة ودورها في قياس قدرة المتعلِّمين اللُّغويَّة والاتِّصاليَّة، ومدى سيطرتهم على النِّظام اللُّغوي، وقدرتهم على إيصال المعنى واستلامه، فمن خلال الاختبارات اللُّغويَّة يستطيع المتعلِّم أن يعرف المستوى الَّذي وصل إليه في تعلُّم اللُّغة الهدف. تؤدِّي الاختبارات اللُّغويَّة دورًا مهمًّا وضروريًّا في كلِّ الأنظمة والمؤسسات التعليميّة. لذلك نجـد أنَّ لها أهميَّـة قصـوى في العمليّـَة التعليميّـة، وقـد حدّد فالت (VALT ) ثلاث وظائف للاختبارات: 1. تحديد موضوعات البرامج: بمعنى هل التركيز يكون على الكلام أو الكتابة أو على القواعد أم على غيرها. 2. التنبيه إلى مدى تقدّم المتعلِّمين. 3. تقويم تحصيل المتعلِّمين . إذًا تعدُّ الاختبارات من أقدم وأكثر الأدوات شيوعًا في العمليَّة التَّعليميَّة وتكاد تكون هي المقياس الوحيد الذي يُجاز به الطلبة من مستوى إلى آخر، كما تساعد على معرفة مدى نجاعة الطرق والإستراتيجيات وملاءمتها لحاجات المتعلِّمين، وترصد لنا نقاط الضعف والصعوبات التي يعاني منها المتعلِّمون، ونلاحظ أنَّه كُلَّما اقترب المتعلِّم من مرحلة تعليميَّة أعلى زادت أهميَّة الاختبارات. وتساعد كذلك الاختبارات المعلِّمين على اتخاذ قرارات مبنيَّة على معلومات استنتجت من خلال عمليّة التقويم التي قاموا بها، ومن خلالها يقف المعلِّم على مدى تحقيق الأهداف المتوخاة من الاختبارات، وذلك عن طريق طرح بعض الأسئلة التي تقيس مدى سيطرة المتعلِّمين على المادة الدراسية، وعناصرها الرئيسية والفرعية وقدرتهم على نقدها وتحليلها. لقد ساد مفهوم الاعتقاد بأنَّ عملية إعداد الاختبارات سهلة وبسيطة، وهذا مفهوم خطأ دون أدنى شك؛ لذلك وجب علينا في هذا السِّياق من ذكر مراحلها وأنواعها ومجالات استخدامها وأهدافها وآلية إعداد وبنائها عمليًّا وتطبيقيًّا. ومن هنا تكمن مشكلة البحث في أنَّ الاختبارات تُصمَّم لتكون أداة لقياس التعلُّم وتعزيزه، وتقويم العمليَّة التَّعليميَّة التعلُّميَّة بكاملها.